نص السؤال

توهم تناقض القرآن حول مصدر الحسنة والسيئة

المؤلف: مجموعة مؤلفي بيان الإسلام

المصدر: موسوعة بيان الإسلام

الجواب التفصيلي

توهم تناقض القرآن حول مصدر الحسنة والسيئة

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المتوهمين أن هناك تناقضا بين

قوله سبحانه وتعالى:

(وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله)

(النساء: ٧٨)

، وقولــه سبحانــه وتعالــى:

(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا(79))

(النساء).

ويتساءلون: كيف يذكر القرآن في الموضع الأول أن مصدر الحسنة والسيئة هو الله - سبحانه وتعالى - ويقرر في الموضع الآخر أن السيئة من عند البشر؟ ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في القرآن والقول بتناقضه.

وجه إبطال الشبهة:

معنى الحسنة والسيئة في الآيتين مختلف؛ إذ إن:

·       المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الأول هو النعم والمصائب.

·       المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الثاني هو الطاعة والمعصية، أو النصر والهزيمة.

التفصيل:

معنى الحسنة والسيئة في الآيتين مختلف؛ إذ إن:

1.    المرد بالحسنة والسيئة في الموضع الأول هو النعم والمصائب:

المراد بالحسنة في الموضع الأول هو الخصب والرخاء، وبالسيئة الشدة والأمراض، فقد كانوا يقولون في مثل ذلك: إنها بشؤم محمد - صلى الله عليه وسلم - ينفرون العوام عن اتباعه، ورد الله عليهم قولهم

بقوله عز وجل:

(وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله)

(النساء: 78)

، أي: النعم من عند الله، وأيضا الشدة والمصائب من عند الله[1].

2.    المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الثاني هو الطاعة والمعصية، أو النصر والهزيمة:

المراد بالحسنة في الموضع الثاني ما فتح الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله، وما أصابه يوم أحد، أن شج وجهه، وكسرت رباعيته، وما كانت من نكبة فبذنبك، أي: بذنوب البشر.

ويعلق القاضي عبد الجبار على الآية الثانية قائلا: وأراد بذلك ما يفعله المرء من الطاعة والمعصية، ولولا صحة ما ذكرناه لكان الكلام متناقضا، ولقالت العرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت تزعم في القرآن أنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وقد وجدنا ذلك، وإنما عدلوا عن هذا القول؛ لأن المراد بالأول - أي: الآية الأولى - المصائب والأمراض، وبالثاني - أي: الآية الثانية - المعاصي، فأضافها إلى نفس الإنسان[2].

الخلاصة:

ليس هناك أي وجه للتناقض بين الآيتين، فالحسنة في الآية الأولى هي النعم والرخاء، والسيئة هي الشدة والمصائب، وهذا كله من عند الله. أما الحسنة في الموضع الآخر فهي الطاعة أو النصر، فهذا من عند الله - سبحانه وتعالى - والسيئة هي المعصية أو الهزيمة، وهذه تكون من عند البشر؛ حيث إنهم بمعصيتهم يجلبون الهزيمة لأنفسهم، وبذلك البيان يبطل هذا الادعاء.

المراجع

  1. () الرد على ابن النغريلة اليهودي ورسائل أخرى، ابن حزم، دار العروبة، مصر، 1960م. [1]. تنزيه القرآن عن المطاعن، القاضي عبد الجبار، تحقيق: د. أحمد عبد الرحيم السايح، المستشار توفيق علي وهبة، مكتبة النافذة، القاهرة، ط1، 2006م، ص123.
  2. تنزيه القرآن عن المطاعن، القاضي عبد الجبار، تحقيق: د. أحمد عبد الرحيم السايح، المستشار توفيق علي وهبة، مكتبة النافذة، القاهرة، ط1، 2006م، ص123.

 



الجواب التفصيلي

توهم تناقض القرآن حول مصدر الحسنة والسيئة

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المتوهمين أن هناك تناقضا بين

قوله سبحانه وتعالى:

(وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله)

(النساء: ٧٨)

، وقولــه سبحانــه وتعالــى:

(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا(79))

(النساء).

ويتساءلون: كيف يذكر القرآن في الموضع الأول أن مصدر الحسنة والسيئة هو الله - سبحانه وتعالى - ويقرر في الموضع الآخر أن السيئة من عند البشر؟ ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في القرآن والقول بتناقضه.

وجه إبطال الشبهة:

معنى الحسنة والسيئة في الآيتين مختلف؛ إذ إن:

·       المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الأول هو النعم والمصائب.

·       المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الثاني هو الطاعة والمعصية، أو النصر والهزيمة.

التفصيل:

معنى الحسنة والسيئة في الآيتين مختلف؛ إذ إن:

1.    المرد بالحسنة والسيئة في الموضع الأول هو النعم والمصائب:

المراد بالحسنة في الموضع الأول هو الخصب والرخاء، وبالسيئة الشدة والأمراض، فقد كانوا يقولون في مثل ذلك: إنها بشؤم محمد - صلى الله عليه وسلم - ينفرون العوام عن اتباعه، ورد الله عليهم قولهم

بقوله عز وجل:

(وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله)

(النساء: 78)

، أي: النعم من عند الله، وأيضا الشدة والمصائب من عند الله[1].

2.    المراد بالحسنة والسيئة في الموضع الثاني هو الطاعة والمعصية، أو النصر والهزيمة:

المراد بالحسنة في الموضع الثاني ما فتح الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله، وما أصابه يوم أحد، أن شج وجهه، وكسرت رباعيته، وما كانت من نكبة فبذنبك، أي: بذنوب البشر.

ويعلق القاضي عبد الجبار على الآية الثانية قائلا: وأراد بذلك ما يفعله المرء من الطاعة والمعصية، ولولا صحة ما ذكرناه لكان الكلام متناقضا، ولقالت العرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت تزعم في القرآن أنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وقد وجدنا ذلك، وإنما عدلوا عن هذا القول؛ لأن المراد بالأول - أي: الآية الأولى - المصائب والأمراض، وبالثاني - أي: الآية الثانية - المعاصي، فأضافها إلى نفس الإنسان[2].

الخلاصة:

ليس هناك أي وجه للتناقض بين الآيتين، فالحسنة في الآية الأولى هي النعم والرخاء، والسيئة هي الشدة والمصائب، وهذا كله من عند الله. أما الحسنة في الموضع الآخر فهي الطاعة أو النصر، فهذا من عند الله - سبحانه وتعالى - والسيئة هي المعصية أو الهزيمة، وهذه تكون من عند البشر؛ حيث إنهم بمعصيتهم يجلبون الهزيمة لأنفسهم، وبذلك البيان يبطل هذا الادعاء.

المراجع

  1. () الرد على ابن النغريلة اليهودي ورسائل أخرى، ابن حزم، دار العروبة، مصر، 1960م. [1]. تنزيه القرآن عن المطاعن، القاضي عبد الجبار، تحقيق: د. أحمد عبد الرحيم السايح، المستشار توفيق علي وهبة، مكتبة النافذة، القاهرة، ط1، 2006م، ص123.
  2. تنزيه القرآن عن المطاعن، القاضي عبد الجبار، تحقيق: د. أحمد عبد الرحيم السايح، المستشار توفيق علي وهبة، مكتبة النافذة، القاهرة، ط1، 2006م، ص123.