نص السؤال

هناك اختلافٌ واضطرابٌ في سياقِ القِصَصِ القرآنيَّة.

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

هل هناك اختلافٌ في القَصَصِ القرآنيّ؟

الجواب التفصيلي

لا يُمكِنُ أن يكونَ هناك اضطرابٌ في قِصَصِ القرآنِ أو تشويشٌ؛ لأنها كلَّها مِن عندِ اللهِ سبحانه وتعالى.

إن هدَفَ القَصَصِ القرآنيِّ ليس مجرَّدَ السَّرْدِ القَصَصيِّ حتى يقالَ هذا، بل جاء لغاياتٍ ساميةٍ، لا يُدرِكُها المتحامِلُ، أو المتأثِّرُ بالأُطرُوحاتِ المتحامِلة.

ويُمكِنُ تجليةُ ذلك فيما يلي:

الأوَّلُ: أن هدَفَ القَصَصِ القرآنيِّ هو تحقيقُ أغراضٍ دينيَّةٍ، أهمُّها: أخذُ العِظةِ والاعتبارِ مما حصَلَ للأممِ السابقة:

فهو يَسْتدعي الحدَثَ التاريخيَّ مِن الزمَنِ؛ كي يَعرِضَهُ في الحياةِ مِن جديدٍ؛ ببيانٍ بلَغَ القِمَّةَ في البلاغةِ والتشويق.

وللقَصَصِ القرآنيِّ عناصرُ تتمثَّلُ في المضمونِ والشخصيَّات، والزمانِ والمكان، والأسماءِ والمسمَّيات، ومَن يَقرَأِ القَصَصَ في القرآنِ لا يجدْ تناقُضًا في المضمون، أو تعارُضًا في السَّرْد، وقد تأتي أسماءُ الشخصيَّاتِ مبهَمةً؛ لعدمِ أهمِّيَّةِ ذِكرِها في بعضِ القصص، وقد يكونُ الإبهامُ مِن نصيبِ زمنِ القصَّة، أو حتى المكان؛ وكلُّ ذلك لأن تلك العناصرَ ليست هي الغايةَ مِن القصصِ في القرآن؛ فالأغراضُ الدينيَّةُ - والتي مِن أجلِها نزَلَ القرآنُ - تأتي في المقامِ الأوَّلِ مِن حيثُ الأهمِّيَّةُ.

فالقصَّةُ القرآنيَّةُ تُعرَضُ بالقدرِ الكافي لأداءِ الغَرَض، وتُعرَضُ مِن الحَلْقةِ التي تتَّفِقُ مع السياقِ وموضوعِهِ؛ فمرَّةً: تُعرَضُ مِن أوَّلِها، ومرَّةً: مِن وسَطِها، ومرَّةً: مِن آخِرِها، وتارَةً: تُعرَضُ كاملةً، وتارَةً أخرى: تُنتَقى بعضُ حلَقاتِها؛ ذلك أن هدَفَ القصَّةِ القرآنيَّةِ هدَفٌ دينيٌّ، لا مجرَّدُ السَّرْدِ التاريخيّ:

فقصَّةُ آدَمَ عليه السلامُ مثلًا: تُعرَضُ مِن بدايةِ خَلْقِه، بينما قصَّةُ يوسُفَ عليه السلامُ: تُعرَضُ مِن أوَّلِ نشأتِهِ في صباهُ؛ لكنَّ قصصَ معظَمِ الأنبياءِ مع أقوامِهم تُعرَضُ مِن آخِرِ حَلْقةٍ فيها، بل تكادُ تكونُ الحَلْقةُ الوحيدةُ التي تُعرَضُ مِن حياتِهم هي مَشهَدَ دعوتِهم أقوامَهم للتوحيد، ومَشهَدَ هلاكِ المكذِّبين، ونجاةِ المؤمِنينَ المصدِّقين؛ ففيهما مواطنُ العِبْرةِ والعِظة.

وهي - على تنوُّعِ مَساقِها، وتعدُّدِ مواضِعِها - ليس بينها اختلاف.

الثاني: أين التشويشُ والاضطرابُ في كتابٍ محكَمٍ، شَهِدَ له بالتربُّعِ على عرشِ البلاغةِ ملوكُها مِن العرَب؟!:

فقد قال الوليدُ بنُ المُغيرةِ، حين سَمِعَ آياتِ القرآنِ:

«واللهِ، إن له لَحَلَاوةً، وإن عليه لَطَلَاوةً، وإنه لمنيرٌ أعلاه، مشرِقٌ أسفلُه، وإنه لَيَعْلو ولا يُعْلى، وإنه ليَحطِمُ ما تحتَه»

رواه الحاكم (2/ 506 رقم 3872)، والبيهقيُّ في «شُعَبِ الإيمان» (1/ 287 رقم 133)، و«دلائلِ النبوَّة» (2/ 198)

فلو كان مشوَّشًا مضطرِبًا - كما يزعُمُ هؤلاءِ - لأنكَرَ عليه ذلك مشرِكو مكَّةَ، وقد كانوا أفصَحَ العرَب.

الثالثُ: أن أبسَطَ مقارَنةٍ للقرآنِ الكريمِ مع التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ مثلًا تُظهِرُ - وبوضوحٍ تامٍّ - أن القَصَصَ القرآنيَّ يتميَّزُ عنهما في الشكلِ والمضمون:

أما في الشكلِ، فيتميَّزُ القرآنُ عنهما: بالوضوحِ، والصِّدْقِ في التصويرِ، وقوَّةِ الأسلوبِ، وإحكامِهِ، وبلاغتِه، بينما تَظهَرُ الرَّكاكةُ والضعفُ البالغانِ في أسلوبِ كثيرٍ مِن نصوصِ التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ.

وأما في المضمونِ: فإن أهدافَ القَصَصِ القرآنيِّ كلَّها في إطارِ الدِّينِ، فمنها: حصولُ الاعتبارِ، وتعظيمُ اللهِ تعالى، وتوقيرُ أنبيائِهِ، وغيرُ ذلك، بينما نجدُ في التوراةِ المحرَّفةِ مثلًا عَكْسَ ذلك كلِّه؛ مثلُ الانتقاصِ مِن الأنبياءِ، والكلامِ الذي لا يَلِيقُ عن اللهِ سبحانه، وغيرِ ذلك.

ويَكْفينا شهادةُ بعضِ علمائِهم على صحَّةِ ما نقولُ، وشهادتُهم بوجودِ الاختلافِ والتناقُضِ بين إنجيلَيْ «لُوقَا»، و«مَتَّى»، في مكانِ ظهورِ المسيحِ عليه السلام، وغيرُ ذلك الكثيرُ؛ مما يدُلُّ ويؤكِّدُ على عدمِ صحَّةِ ما ورَدَ في السؤالِ بأن هناك اضطرابًا وتشويشًا في قَصَصِ القرآنِ الكريم.

فالحاصلُ: أنه لا اختلافَ ولا اضطرابَ ولا تشويشَ في قَصَصِ القرآنِ، بل الموجودُ في قَصَصِ القرآنِ: تناسُقٌ تامّ، وتمازُجٌ بديع، وتكامُلٌ فريد؛ لأنه مِن لَدُنْ حكيمٍ حميدٍ، في كتابٍ لا يأتيهِ الباطلُ مِن بينِ يدَيْهِ ولا مِن خَلْفِه.

مختصر الجواب

القرآنُ لم يأتِ بالقصَّةِ؛ لأنها عمَلٌ فنِّيٌّ مستقِلٌّ، أو للسَّرْدِ القَصَصيِّ للتسليةِ والمتعة، وإنما أَتَى بها؛ لتحقيقِ أغراضٍ دينيَّةٍ ساميةٍ، لا يُدرِكُها المتحامِلُ، ومِن ذلك أخذُ العِظةِ والعِبْرةِ مما حصَلَ للأممِ السابقةِ؛ حيثُ يَعرِضُ قَصَصَهم ببيانٍ بلَغَ القِمَّةَ في البلاغةِ والتشويق؛ ولهذا كرَّر ذِكرَها في مواضعَ بدونِ تعارُضٍ أو اضطرابٍ، بل هي أحسَنُ القصص.

وكيف يُوجَدُ التشويشُ والاضطرابُ في كتابٍ محكَمٍ، شَهِدَ له بالتربُّعِ على عرشِ البلاغةِ ملوكُها مِن العرَب؟! ولو كان مشوَّشًا مضطرِبًا - كما يزعُمُ هؤلاءِ - لأنكَرَ عليه ذلك مشرِكو مكَّةَ، وهم أفصَحُ العرَب.

كما أن أبسَطَ مقارَنةٍ للقرآنِ الكريمِ مع التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ مثلًا، تُظهِرُ - وبوضوحٍ تامٍّ - أن القَصَصَ القرآنيَّ يتميَّزُ عنهما في الشكلِ والمضمون:

ففي الشكلِ: يتميَّزُ القرآنُ: بالوضوحِ، والصِّدْقِ في التصويرِ، وقوَّةِ الأسلوبِ، وإحكامِهِ، وبلاغتِه، بينما تَظهَرُ الرَّكاكةُ والضعفُ البالغانِ في أسلوبِ كثيرٍ مِن نصوصِ التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ.

وأما في المضمونِ: فإن أهدافَ القَصَصِ القرآنيِّ كلَّها في إطارِ الدِّينِ، فمنها: حصولُ الاعتبارِ، وتعظيمُ اللهِ تعالى، وتوقيرُ أنبيائِهِ، وغيرُ ذلك، بينما نجدُ في التوراةِ المحرَّفةِ مثلًا عَكْسَ ذلك كلِّه؛ مثلُ الانتقاصِ مِن الأنبياءِ، والكلامِ الذي لا يَلِيقُ عن اللهِ سبحانه، وغيرِ ذلك.

فلا اختلافَ ولا اضطرابَ ولا تشويشَ في قَصَصِ القرآنِ، بل الموجودُ فيه: تناسُقٌ تامّ، وتمازُجٌ بديع، وتكامُلٌ فريد؛ لأنه مِن لَدُنْ حكيمٍ حميدٍ، في كتابٍ لا يأتيهِ الباطلُ مِن بينِ يدَيْهِ ولا مِن خَلْفِه.

مختصر الجواب

القرآنُ لم يأتِ بالقصَّةِ؛ لأنها عمَلٌ فنِّيٌّ مستقِلٌّ، أو للسَّرْدِ القَصَصيِّ للتسليةِ والمتعة، وإنما أَتَى بها؛ لتحقيقِ أغراضٍ دينيَّةٍ ساميةٍ، لا يُدرِكُها المتحامِلُ، ومِن ذلك أخذُ العِظةِ والعِبْرةِ مما حصَلَ للأممِ السابقةِ؛ حيثُ يَعرِضُ قَصَصَهم ببيانٍ بلَغَ القِمَّةَ في البلاغةِ والتشويق؛ ولهذا كرَّر ذِكرَها في مواضعَ بدونِ تعارُضٍ أو اضطرابٍ، بل هي أحسَنُ القصص.

وكيف يُوجَدُ التشويشُ والاضطرابُ في كتابٍ محكَمٍ، شَهِدَ له بالتربُّعِ على عرشِ البلاغةِ ملوكُها مِن العرَب؟! ولو كان مشوَّشًا مضطرِبًا - كما يزعُمُ هؤلاءِ - لأنكَرَ عليه ذلك مشرِكو مكَّةَ، وهم أفصَحُ العرَب.

كما أن أبسَطَ مقارَنةٍ للقرآنِ الكريمِ مع التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ مثلًا، تُظهِرُ - وبوضوحٍ تامٍّ - أن القَصَصَ القرآنيَّ يتميَّزُ عنهما في الشكلِ والمضمون:

ففي الشكلِ: يتميَّزُ القرآنُ: بالوضوحِ، والصِّدْقِ في التصويرِ، وقوَّةِ الأسلوبِ، وإحكامِهِ، وبلاغتِه، بينما تَظهَرُ الرَّكاكةُ والضعفُ البالغانِ في أسلوبِ كثيرٍ مِن نصوصِ التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ.

وأما في المضمونِ: فإن أهدافَ القَصَصِ القرآنيِّ كلَّها في إطارِ الدِّينِ، فمنها: حصولُ الاعتبارِ، وتعظيمُ اللهِ تعالى، وتوقيرُ أنبيائِهِ، وغيرُ ذلك، بينما نجدُ في التوراةِ المحرَّفةِ مثلًا عَكْسَ ذلك كلِّه؛ مثلُ الانتقاصِ مِن الأنبياءِ، والكلامِ الذي لا يَلِيقُ عن اللهِ سبحانه، وغيرِ ذلك.

فلا اختلافَ ولا اضطرابَ ولا تشويشَ في قَصَصِ القرآنِ، بل الموجودُ فيه: تناسُقٌ تامّ، وتمازُجٌ بديع، وتكامُلٌ فريد؛ لأنه مِن لَدُنْ حكيمٍ حميدٍ، في كتابٍ لا يأتيهِ الباطلُ مِن بينِ يدَيْهِ ولا مِن خَلْفِه.

الجواب التفصيلي

لا يُمكِنُ أن يكونَ هناك اضطرابٌ في قِصَصِ القرآنِ أو تشويشٌ؛ لأنها كلَّها مِن عندِ اللهِ سبحانه وتعالى.

إن هدَفَ القَصَصِ القرآنيِّ ليس مجرَّدَ السَّرْدِ القَصَصيِّ حتى يقالَ هذا، بل جاء لغاياتٍ ساميةٍ، لا يُدرِكُها المتحامِلُ، أو المتأثِّرُ بالأُطرُوحاتِ المتحامِلة.

ويُمكِنُ تجليةُ ذلك فيما يلي:

الأوَّلُ: أن هدَفَ القَصَصِ القرآنيِّ هو تحقيقُ أغراضٍ دينيَّةٍ، أهمُّها: أخذُ العِظةِ والاعتبارِ مما حصَلَ للأممِ السابقة:

فهو يَسْتدعي الحدَثَ التاريخيَّ مِن الزمَنِ؛ كي يَعرِضَهُ في الحياةِ مِن جديدٍ؛ ببيانٍ بلَغَ القِمَّةَ في البلاغةِ والتشويق.

وللقَصَصِ القرآنيِّ عناصرُ تتمثَّلُ في المضمونِ والشخصيَّات، والزمانِ والمكان، والأسماءِ والمسمَّيات، ومَن يَقرَأِ القَصَصَ في القرآنِ لا يجدْ تناقُضًا في المضمون، أو تعارُضًا في السَّرْد، وقد تأتي أسماءُ الشخصيَّاتِ مبهَمةً؛ لعدمِ أهمِّيَّةِ ذِكرِها في بعضِ القصص، وقد يكونُ الإبهامُ مِن نصيبِ زمنِ القصَّة، أو حتى المكان؛ وكلُّ ذلك لأن تلك العناصرَ ليست هي الغايةَ مِن القصصِ في القرآن؛ فالأغراضُ الدينيَّةُ - والتي مِن أجلِها نزَلَ القرآنُ - تأتي في المقامِ الأوَّلِ مِن حيثُ الأهمِّيَّةُ.

فالقصَّةُ القرآنيَّةُ تُعرَضُ بالقدرِ الكافي لأداءِ الغَرَض، وتُعرَضُ مِن الحَلْقةِ التي تتَّفِقُ مع السياقِ وموضوعِهِ؛ فمرَّةً: تُعرَضُ مِن أوَّلِها، ومرَّةً: مِن وسَطِها، ومرَّةً: مِن آخِرِها، وتارَةً: تُعرَضُ كاملةً، وتارَةً أخرى: تُنتَقى بعضُ حلَقاتِها؛ ذلك أن هدَفَ القصَّةِ القرآنيَّةِ هدَفٌ دينيٌّ، لا مجرَّدُ السَّرْدِ التاريخيّ:

فقصَّةُ آدَمَ عليه السلامُ مثلًا: تُعرَضُ مِن بدايةِ خَلْقِه، بينما قصَّةُ يوسُفَ عليه السلامُ: تُعرَضُ مِن أوَّلِ نشأتِهِ في صباهُ؛ لكنَّ قصصَ معظَمِ الأنبياءِ مع أقوامِهم تُعرَضُ مِن آخِرِ حَلْقةٍ فيها، بل تكادُ تكونُ الحَلْقةُ الوحيدةُ التي تُعرَضُ مِن حياتِهم هي مَشهَدَ دعوتِهم أقوامَهم للتوحيد، ومَشهَدَ هلاكِ المكذِّبين، ونجاةِ المؤمِنينَ المصدِّقين؛ ففيهما مواطنُ العِبْرةِ والعِظة.

وهي - على تنوُّعِ مَساقِها، وتعدُّدِ مواضِعِها - ليس بينها اختلاف.

الثاني: أين التشويشُ والاضطرابُ في كتابٍ محكَمٍ، شَهِدَ له بالتربُّعِ على عرشِ البلاغةِ ملوكُها مِن العرَب؟!:

فقد قال الوليدُ بنُ المُغيرةِ، حين سَمِعَ آياتِ القرآنِ:

«واللهِ، إن له لَحَلَاوةً، وإن عليه لَطَلَاوةً، وإنه لمنيرٌ أعلاه، مشرِقٌ أسفلُه، وإنه لَيَعْلو ولا يُعْلى، وإنه ليَحطِمُ ما تحتَه»

رواه الحاكم (2/ 506 رقم 3872)، والبيهقيُّ في «شُعَبِ الإيمان» (1/ 287 رقم 133)، و«دلائلِ النبوَّة» (2/ 198)

فلو كان مشوَّشًا مضطرِبًا - كما يزعُمُ هؤلاءِ - لأنكَرَ عليه ذلك مشرِكو مكَّةَ، وقد كانوا أفصَحَ العرَب.

الثالثُ: أن أبسَطَ مقارَنةٍ للقرآنِ الكريمِ مع التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ مثلًا تُظهِرُ - وبوضوحٍ تامٍّ - أن القَصَصَ القرآنيَّ يتميَّزُ عنهما في الشكلِ والمضمون:

أما في الشكلِ، فيتميَّزُ القرآنُ عنهما: بالوضوحِ، والصِّدْقِ في التصويرِ، وقوَّةِ الأسلوبِ، وإحكامِهِ، وبلاغتِه، بينما تَظهَرُ الرَّكاكةُ والضعفُ البالغانِ في أسلوبِ كثيرٍ مِن نصوصِ التوراةِ والإنجيلِ الموجودَيْنِ الآنَ.

وأما في المضمونِ: فإن أهدافَ القَصَصِ القرآنيِّ كلَّها في إطارِ الدِّينِ، فمنها: حصولُ الاعتبارِ، وتعظيمُ اللهِ تعالى، وتوقيرُ أنبيائِهِ، وغيرُ ذلك، بينما نجدُ في التوراةِ المحرَّفةِ مثلًا عَكْسَ ذلك كلِّه؛ مثلُ الانتقاصِ مِن الأنبياءِ، والكلامِ الذي لا يَلِيقُ عن اللهِ سبحانه، وغيرِ ذلك.

ويَكْفينا شهادةُ بعضِ علمائِهم على صحَّةِ ما نقولُ، وشهادتُهم بوجودِ الاختلافِ والتناقُضِ بين إنجيلَيْ «لُوقَا»، و«مَتَّى»، في مكانِ ظهورِ المسيحِ عليه السلام، وغيرُ ذلك الكثيرُ؛ مما يدُلُّ ويؤكِّدُ على عدمِ صحَّةِ ما ورَدَ في السؤالِ بأن هناك اضطرابًا وتشويشًا في قَصَصِ القرآنِ الكريم.

فالحاصلُ: أنه لا اختلافَ ولا اضطرابَ ولا تشويشَ في قَصَصِ القرآنِ، بل الموجودُ في قَصَصِ القرآنِ: تناسُقٌ تامّ، وتمازُجٌ بديع، وتكامُلٌ فريد؛ لأنه مِن لَدُنْ حكيمٍ حميدٍ، في كتابٍ لا يأتيهِ الباطلُ مِن بينِ يدَيْهِ ولا مِن خَلْفِه.