نص السؤال

أليس مِن الظلمِ أن يكونَ قرارُ الإنسانِ في وجودِهِ في هذه الدنيا - الذي هو أخطَرُ القراراتِ وأهمُّها؛ لكونِ جميعِ ما بعده يترتَّبُ عليه - أليس مِن الظلمِ أن يكونَ هذا القرارُ ليس بيدِ الإنسانِ نفسِه؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

لماذا دفَعَنا اللهُ إلى الوجودِ بغيرِ إرادةٍ منَّا؟

الجواب التفصيلي

الجوابُ التفصيليّ:

مدارُ الجوابِ يكونُ بإدراكِ حكمةِ اللهِ المطلَقةِ، وكمالِ رحمتِهِ ولطفِه؛ ومعرفةُ هذه الصفاتِ الإلهيَّةِ العظيمةِ تبدِّدُ الإشكالَ المضمَرَ في هذه الشبهة:

  • فخلقُ اللهِ تعالى للإنسانِ نِعْمةٌ - بل نِعَمٌ كثيرةٌ - ولهذا فعامَّةُ الناسِ لا يُريدون زوالَها، ومَن يُريدُ زوالَها، فهم فِئَةٌ محدودةٌ لأمرٍ عارضٍ محدود.
  • ثم هذا النعمةُ هي فرصةٌ لنعمةٍ أعظمَ، وهي دخولُ الجنَّةِ العظيمةِ ذاتِ النعيمِ الأبَديّ، وهو أمرٌ ميسَّرٌ؛ بالالتزامِ بالتوحيدِ وفعلِ أوامرَ قليلةٍ، وتركِ الشركِ وتركِ نواهٍ قليلةٍ، ولا يكلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسْعَها.
  • إذا تيقَّن المؤمِنُ بصفاتِ الربِّ الحكيمِ وكمالِها، وأذعَنَ لضعفِهِ وقصورِ نظَرِهِ في إدراكِ مصالِحِهِ، فضلًا عن مصالحِ خلقِ العالَمِ والكون، وإنزالِ الشرائعِ، وتدبيرِ الثوابِ والعقاب -: ظهَرَ له أن إيرادَ السؤالِ مِن أصلِهِ غلطٌ.

فإن الإنسانَ محدودُ القُدُراتِ ضعيفُ النظَرِ مهما بلَغتْ عبقريَّتُه؛ فليس له الاعتراضُ على أمرِ اللهِ تعالى وتقديرِه، بل انظُرْ في حالِ الناس؛ فإنك تجدُ بعضَهم قد يسلِّمُ أمرَهُ برضًا في شؤونٍ خطيرةٍ - قد تصلُ إلى أن تؤثِّرَ على حياتِهِ كلِّها - لمن يثقُ به ويُحِبُّهُ بلا اعتراض، بل هو فَرِحٌ مبتهِجٌ بذلك؛ فكيف - وللهِ المثَلُ الأعلى - يوسوِسُ له الشيطانُ بالاعتراضِ وطلَبِ الاختيارِ أمام تقديرِ اللهِ تعالى، وهو خالقُهُ، وكلُّ خيرٍ هو فيه إنما هو منه تبارَكَ وتعالى.

مختصر الجواب

مختصَرُ الإجابة:

الإيجادُ والخَلْقُ نِعْمةٌ عظيمةٌ مِن اللهِ سبحانه وتعالى؛ فقد أعطاكَ فُرْصةً للسعيِ والعبادة، واختيارِ طريقِ النجاة، ودخولِ الجنَّة، وبيَّن لك السبيلَ، وأرسَلَ لك الرسُلَ، وأنزَلَ إليكَ الكتُبَ التي تَهْدي إلى النجاة؛ وإلا فقد كنتَ عدَمًا لا قِيمةَ لك؛ وهذا يدُلُّكَ على حكمةِ اللهِ المطلَقةِ، وكمالِ رحمتِهِ ولطفِهِ بخلقِه.

وما على الإنسانِ إلا الالتزامُ بالتوحيدِ وفعلُ أوامرَ قليلةٍ، وتركُ الشركِ وتركُ نواهٍ قليلةٍ، ولا يكلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسْعَها؛ وحينئذٍ: يكونُ مؤهَّلًا لدخولِ الجنَّةِ العظيمةِ ذاتِ النعيمِ الأبَديّ.

وإذا تيقَّن المؤمِنُ بصفاتِ الربِّ الحكيمِ وكمالِها، وأذعَنَ لضعفِهِ وقصورِ نظَرِهِ في إدراكِ مصالِحِهِ، فضلًا عن مصالحِ خلقِ العالَمِ والكون، وإنزالِ الشرائعِ، وتدبيرِ الثوابِ والعقاب -: ظهَرَ له أن إيرادَ السؤالِ مِن أصلِهِ غلطٌ؛ فإن الإنسانَ محدودُ القُدُراتِ ضعيفُ النظَرِ مهما بلَغتْ عبقريَّتُه.

وإنما مثَلُ المعترِضِ على نعمةِ الخَلْق، كمَثَلِ طفلٍ ربَّاه أبوهُ وعلَّمه، وأطعَمهُ وأغدَقَ عليه العطاءَ، ثم لمَّا كَبِرَ الطفلُ وعقَلَ، اعترَضَ على أبيه، ورفَضَ أن يَبَرَّهُ بحُجَّةِ أن أباهُ لم يستشِرْهُ في تربيتِهِ ورعايتِه!

خاتمة الجواب

خاتِمةُ الجواب - توصية:

هذا السؤالُ لا نفعَ فيه حقيقةً؛ فاللهُ تعالى خلقَكَ وقُضِيَ الأمرُ؛ وأنت إذا أدرَكْتَ حكمتَهُ، سَعِدتَّ وطابَتْ نفسُكَ، وسَهُلَ عليك العملُ الواجبُ عليك، وإن لم تُدرِكْ حكمتَهُ، فإن العملَ لم يرتفِعْ عنك؛ فعليك بما يجبُ عليك، ودَعْ عنك الوساوسَ. وهذا التساؤُلُ يَزولُ تمامًا مع إدراكِ حقيقةِ الدنيا، وأننا هنا لتجاوُزِ هذه المرحلة، لا لنُخلَّدَ فيها، ولا لنَذُوقَ فيها السعادةَ والمُتْعة، بل هذه مرحلةُ التعَبِ والمَشَقَّةِ التي تَسبِقُ المُتْعةَ والنعيمَ لمَن أحسَنَ فيها، والفَوْزُ كلُّ الفَوْزِ لمَن عاش في الدنيا وعَيْنُهُ تُطِلُّ على الآخِرة.

مختصر الجواب

مختصَرُ الإجابة:

الإيجادُ والخَلْقُ نِعْمةٌ عظيمةٌ مِن اللهِ سبحانه وتعالى؛ فقد أعطاكَ فُرْصةً للسعيِ والعبادة، واختيارِ طريقِ النجاة، ودخولِ الجنَّة، وبيَّن لك السبيلَ، وأرسَلَ لك الرسُلَ، وأنزَلَ إليكَ الكتُبَ التي تَهْدي إلى النجاة؛ وإلا فقد كنتَ عدَمًا لا قِيمةَ لك؛ وهذا يدُلُّكَ على حكمةِ اللهِ المطلَقةِ، وكمالِ رحمتِهِ ولطفِهِ بخلقِه.

وما على الإنسانِ إلا الالتزامُ بالتوحيدِ وفعلُ أوامرَ قليلةٍ، وتركُ الشركِ وتركُ نواهٍ قليلةٍ، ولا يكلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسْعَها؛ وحينئذٍ: يكونُ مؤهَّلًا لدخولِ الجنَّةِ العظيمةِ ذاتِ النعيمِ الأبَديّ.

وإذا تيقَّن المؤمِنُ بصفاتِ الربِّ الحكيمِ وكمالِها، وأذعَنَ لضعفِهِ وقصورِ نظَرِهِ في إدراكِ مصالِحِهِ، فضلًا عن مصالحِ خلقِ العالَمِ والكون، وإنزالِ الشرائعِ، وتدبيرِ الثوابِ والعقاب -: ظهَرَ له أن إيرادَ السؤالِ مِن أصلِهِ غلطٌ؛ فإن الإنسانَ محدودُ القُدُراتِ ضعيفُ النظَرِ مهما بلَغتْ عبقريَّتُه.

وإنما مثَلُ المعترِضِ على نعمةِ الخَلْق، كمَثَلِ طفلٍ ربَّاه أبوهُ وعلَّمه، وأطعَمهُ وأغدَقَ عليه العطاءَ، ثم لمَّا كَبِرَ الطفلُ وعقَلَ، اعترَضَ على أبيه، ورفَضَ أن يَبَرَّهُ بحُجَّةِ أن أباهُ لم يستشِرْهُ في تربيتِهِ ورعايتِه!

الجواب التفصيلي

الجوابُ التفصيليّ:

مدارُ الجوابِ يكونُ بإدراكِ حكمةِ اللهِ المطلَقةِ، وكمالِ رحمتِهِ ولطفِه؛ ومعرفةُ هذه الصفاتِ الإلهيَّةِ العظيمةِ تبدِّدُ الإشكالَ المضمَرَ في هذه الشبهة:

  • فخلقُ اللهِ تعالى للإنسانِ نِعْمةٌ - بل نِعَمٌ كثيرةٌ - ولهذا فعامَّةُ الناسِ لا يُريدون زوالَها، ومَن يُريدُ زوالَها، فهم فِئَةٌ محدودةٌ لأمرٍ عارضٍ محدود.
  • ثم هذا النعمةُ هي فرصةٌ لنعمةٍ أعظمَ، وهي دخولُ الجنَّةِ العظيمةِ ذاتِ النعيمِ الأبَديّ، وهو أمرٌ ميسَّرٌ؛ بالالتزامِ بالتوحيدِ وفعلِ أوامرَ قليلةٍ، وتركِ الشركِ وتركِ نواهٍ قليلةٍ، ولا يكلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسْعَها.
  • إذا تيقَّن المؤمِنُ بصفاتِ الربِّ الحكيمِ وكمالِها، وأذعَنَ لضعفِهِ وقصورِ نظَرِهِ في إدراكِ مصالِحِهِ، فضلًا عن مصالحِ خلقِ العالَمِ والكون، وإنزالِ الشرائعِ، وتدبيرِ الثوابِ والعقاب -: ظهَرَ له أن إيرادَ السؤالِ مِن أصلِهِ غلطٌ.

فإن الإنسانَ محدودُ القُدُراتِ ضعيفُ النظَرِ مهما بلَغتْ عبقريَّتُه؛ فليس له الاعتراضُ على أمرِ اللهِ تعالى وتقديرِه، بل انظُرْ في حالِ الناس؛ فإنك تجدُ بعضَهم قد يسلِّمُ أمرَهُ برضًا في شؤونٍ خطيرةٍ - قد تصلُ إلى أن تؤثِّرَ على حياتِهِ كلِّها - لمن يثقُ به ويُحِبُّهُ بلا اعتراض، بل هو فَرِحٌ مبتهِجٌ بذلك؛ فكيف - وللهِ المثَلُ الأعلى - يوسوِسُ له الشيطانُ بالاعتراضِ وطلَبِ الاختيارِ أمام تقديرِ اللهِ تعالى، وهو خالقُهُ، وكلُّ خيرٍ هو فيه إنما هو منه تبارَكَ وتعالى.

خاتمة الجواب

خاتِمةُ الجواب - توصية:

هذا السؤالُ لا نفعَ فيه حقيقةً؛ فاللهُ تعالى خلقَكَ وقُضِيَ الأمرُ؛ وأنت إذا أدرَكْتَ حكمتَهُ، سَعِدتَّ وطابَتْ نفسُكَ، وسَهُلَ عليك العملُ الواجبُ عليك، وإن لم تُدرِكْ حكمتَهُ، فإن العملَ لم يرتفِعْ عنك؛ فعليك بما يجبُ عليك، ودَعْ عنك الوساوسَ. وهذا التساؤُلُ يَزولُ تمامًا مع إدراكِ حقيقةِ الدنيا، وأننا هنا لتجاوُزِ هذه المرحلة، لا لنُخلَّدَ فيها، ولا لنَذُوقَ فيها السعادةَ والمُتْعة، بل هذه مرحلةُ التعَبِ والمَشَقَّةِ التي تَسبِقُ المُتْعةَ والنعيمَ لمَن أحسَنَ فيها، والفَوْزُ كلُّ الفَوْزِ لمَن عاش في الدنيا وعَيْنُهُ تُطِلُّ على الآخِرة.