نص السؤال
كيف يُؤمِنُ المسلِمون بالمعجِزاتِ، مع أنها منافِيةٌ للعلمِ الحديثِ، وغيرُ ممكِنةِ الوقوع؟
المؤلف: باحثو مركز أصول
المصدر: مركز أصول
عبارات مشابهة للسؤال
لا نتصوَّرُ إمكانيَّةَ وقوعِ المعجِزات؛ لأن الوجودَ منضبِطٌ بنظامٍ صارمٍ، لا يَقبَلُ الانخرامَ.
الجواب التفصيلي
إن إنكارَ إمكانيَّةِ المعجِزاتِ، تبنَّاه «دعاةُ الدِّينِ الرُّبُوبيِّ» في القرنِ الثامنَ عشَرَ - وإن كان في بعضِ الكُتُبِ الكلاميَّةِ ذِكرٌ له قديمًا - غيرَ أنك إذا نظَرْتَ في مضمونِ تلك الشبهةِ، ألفَيْتَ خلَلًا واضحًا؛ بحيثُ دَلَّ ذلك الإنكارُ على طغيانِ النَّظْرةِ المادِّيَّةِ لدى أصحابِها على النظَرِ العقليِّ الصحيحِ؛ فوقَعُوا في تناقُض. والاستشكالُ الواردُ في السؤالِ يتضمَّنُ الحاجةَ إلى تقريرِ إمكانيَّةِ المعجِزات. ويتبيَّنُ ذلك مِن وجوه: 1- الإيمانُ بالمعجِزاتِ لا يَنفَكُّ عن الإيمانِ بالخالق: فإن حقيقةَ المعجِزاتِ تَرجِعُ إلى انخرامِ بعضِ قوانينِ الكونِ في بعضِ الأوقاتِ، على خلافِ ما جرت به العادةُ، وهو ليس بأعظمَ مِن إحداثِ الكونِ نفسِه، ولا أشدَّ مِن الإيمانِ بأن الكونَ أجراهُ اللهُ على قوانينَ معيَّنةٍ؛ فمَن أقَرَّ بذلك، يَلزَمُهُ بضرورةِ العقلِ أن يُقِرَّ بإمكانِ حدوثِ المعجِزات، وعدمِ استحالتِها. فالذي فطَرَ السمواتِ والأرضَ لا يُعجِزُهُ أن يُرسِلَ إلى بني آدمَ - الذي هو خالقُهم - رسولًا منهم، فيُوحِيَ إليه ما يشاء، وأن يُظهِرَ على يدَيْهِ خارقةً مِن الخوارق؛ كخَلْقِ ثُعْبانٍ مِن العصا، وهو خالقُ العصا والثعبانِ وجميعِ العالَمِ بعد عدَمٍ، مِن غيرِ أن يُعَدَّ خَلقُهُ أو خَلقُها معجِزةً. 2- الممكِنُ العقليُّ الذي تتعلَّقُ به قدرةُ اللهِ تعالى، أوسعُ بكثيرٍ مما يظُنُّهُ منكِرو المعجِزات: فإنهم يُنكِرونها على ظنِّ أنها غيرُ ممكِنةٍ عقلًا، وإنما هي غيرُ ممكِنةٍ عادةً؛ إذْ لم تَجْرِ العادةُ بها، وهم في غفلتِهم يَقِيسون الإمكانَ والاستحالةَ بمقياسِ قدرةِ الإنسان، ويَنسَوْنَ قدرةَ اللهِ التي ليس ببعيدٍ عنها أن تَهدِمَ السمواتِ والأرضَ، وتنشُرَهما مِن جديد. 3- العِلمُ الطبيعيُّ لا يَنْفي المعجِزات: فإن عَجْزَ العلمِ الطبيعيِّ عن إثباتِ صدقِ المعجِزة - لأن نُدْرتَها تَجعَلُها خارجَ مَجَالِ الرصدِ العلميِّ -: يقابِلُهُ عجزُ العِلمِ الطبيعيِّ عن نفيِ حدوثِها؛ فإن خروجَها عن مجالِ الدرسِ العلميِّ، يَلزَمُ منه العجزُ عن إدراكِ حدوثِ المعجِزة، وعدمِ إدراكِ ذلك؛ فلا إمكانَ للإثباتِ عنده ولا النفي. والمعجِزةُ ليست خارقةً لقانونِ السببيَّةِ، ولا لقوانينِ العلمِ الطبيعيِّ، بل هي خلقُ موجودٍ مِن مادَّةٍ لم تَجْرِ العادةُ بإنشائِهِ منها؛ فالمعجِزةُ وإن كانت مستحيلةً في عادةِ الإنسان، لكنها ليست مستحيلةً في العقل، ولا خارجةً عن أن تكونَ داخلةً تحت قدرةِ اللهِ تعالى. |
مختصر الجواب
مضمونُ السؤال: إن الحتميَّةَ الفِيزيائيَّةَ التي دلَّت عليها بعضُ القوانينِ المتداوَلةِ، تَمنَعُنا - مِن وجهةِ نظَرِ السائل - مِن قَبولِ فِكرةِ المعجِزاتِ، القائمةِ على أساسِ انخرامِ النظامِ الكونيِّ الصارم. |
مختصَرُ الإجابة: إن الاعتقادَ بأن الباريَ عزَّ وجلَّ خلَقَ الكونَ، مع الاعتقادِ باستحالةِ أن يَخرِمَ نظامَهُ بمعجِزةٍ -: تناقُضٌ؛ إذ إن الخلقَ الأوَّلَ أعظمُ مِن الثاني. كما أن الممكِناتِ العقليَّةَ التي تتعلَّقُ بها القدرةُ الإلهيَّةُ، أوسَعُ بكثيرٍ مما يتصوَّرُهُ نُفاةُ المعجِزات. وفوق ذلك: فإن العِلمَ الطبيعيَّ إن عجَزَ عن إثباتِ المعجِزاتِ، فهو عن نفيِها أعجَزُ؛ فالمعجِزةُ ليست خارقةً لقانونِ السببيَّةِ، ولا لقوانينِ العلمِ الطبيعيِّ، بل هي خلقُ موجودٍ مِن مادَّةٍ لم تَجْرِ العادةُ بإنشائِهِ منها؛ فالمعجِزةُ وإن كانت مستحيلةً في عادةِ الإنسان، لكنها ليست مستحيلةً في العقل، ولا خارجةً عن أن تكونَ داخلةً تحت قدرةِ اللهِ تعالى. |
مختصر الجواب
مضمونُ السؤال: إن الحتميَّةَ الفِيزيائيَّةَ التي دلَّت عليها بعضُ القوانينِ المتداوَلةِ، تَمنَعُنا - مِن وجهةِ نظَرِ السائل - مِن قَبولِ فِكرةِ المعجِزاتِ، القائمةِ على أساسِ انخرامِ النظامِ الكونيِّ الصارم. |
مختصَرُ الإجابة: إن الاعتقادَ بأن الباريَ عزَّ وجلَّ خلَقَ الكونَ، مع الاعتقادِ باستحالةِ أن يَخرِمَ نظامَهُ بمعجِزةٍ -: تناقُضٌ؛ إذ إن الخلقَ الأوَّلَ أعظمُ مِن الثاني. كما أن الممكِناتِ العقليَّةَ التي تتعلَّقُ بها القدرةُ الإلهيَّةُ، أوسَعُ بكثيرٍ مما يتصوَّرُهُ نُفاةُ المعجِزات. وفوق ذلك: فإن العِلمَ الطبيعيَّ إن عجَزَ عن إثباتِ المعجِزاتِ، فهو عن نفيِها أعجَزُ؛ فالمعجِزةُ ليست خارقةً لقانونِ السببيَّةِ، ولا لقوانينِ العلمِ الطبيعيِّ، بل هي خلقُ موجودٍ مِن مادَّةٍ لم تَجْرِ العادةُ بإنشائِهِ منها؛ فالمعجِزةُ وإن كانت مستحيلةً في عادةِ الإنسان، لكنها ليست مستحيلةً في العقل، ولا خارجةً عن أن تكونَ داخلةً تحت قدرةِ اللهِ تعالى. |
الجواب التفصيلي
إن إنكارَ إمكانيَّةِ المعجِزاتِ، تبنَّاه «دعاةُ الدِّينِ الرُّبُوبيِّ» في القرنِ الثامنَ عشَرَ - وإن كان في بعضِ الكُتُبِ الكلاميَّةِ ذِكرٌ له قديمًا - غيرَ أنك إذا نظَرْتَ في مضمونِ تلك الشبهةِ، ألفَيْتَ خلَلًا واضحًا؛ بحيثُ دَلَّ ذلك الإنكارُ على طغيانِ النَّظْرةِ المادِّيَّةِ لدى أصحابِها على النظَرِ العقليِّ الصحيحِ؛ فوقَعُوا في تناقُض. والاستشكالُ الواردُ في السؤالِ يتضمَّنُ الحاجةَ إلى تقريرِ إمكانيَّةِ المعجِزات. ويتبيَّنُ ذلك مِن وجوه: 1- الإيمانُ بالمعجِزاتِ لا يَنفَكُّ عن الإيمانِ بالخالق: فإن حقيقةَ المعجِزاتِ تَرجِعُ إلى انخرامِ بعضِ قوانينِ الكونِ في بعضِ الأوقاتِ، على خلافِ ما جرت به العادةُ، وهو ليس بأعظمَ مِن إحداثِ الكونِ نفسِه، ولا أشدَّ مِن الإيمانِ بأن الكونَ أجراهُ اللهُ على قوانينَ معيَّنةٍ؛ فمَن أقَرَّ بذلك، يَلزَمُهُ بضرورةِ العقلِ أن يُقِرَّ بإمكانِ حدوثِ المعجِزات، وعدمِ استحالتِها. فالذي فطَرَ السمواتِ والأرضَ لا يُعجِزُهُ أن يُرسِلَ إلى بني آدمَ - الذي هو خالقُهم - رسولًا منهم، فيُوحِيَ إليه ما يشاء، وأن يُظهِرَ على يدَيْهِ خارقةً مِن الخوارق؛ كخَلْقِ ثُعْبانٍ مِن العصا، وهو خالقُ العصا والثعبانِ وجميعِ العالَمِ بعد عدَمٍ، مِن غيرِ أن يُعَدَّ خَلقُهُ أو خَلقُها معجِزةً. 2- الممكِنُ العقليُّ الذي تتعلَّقُ به قدرةُ اللهِ تعالى، أوسعُ بكثيرٍ مما يظُنُّهُ منكِرو المعجِزات: فإنهم يُنكِرونها على ظنِّ أنها غيرُ ممكِنةٍ عقلًا، وإنما هي غيرُ ممكِنةٍ عادةً؛ إذْ لم تَجْرِ العادةُ بها، وهم في غفلتِهم يَقِيسون الإمكانَ والاستحالةَ بمقياسِ قدرةِ الإنسان، ويَنسَوْنَ قدرةَ اللهِ التي ليس ببعيدٍ عنها أن تَهدِمَ السمواتِ والأرضَ، وتنشُرَهما مِن جديد. 3- العِلمُ الطبيعيُّ لا يَنْفي المعجِزات: فإن عَجْزَ العلمِ الطبيعيِّ عن إثباتِ صدقِ المعجِزة - لأن نُدْرتَها تَجعَلُها خارجَ مَجَالِ الرصدِ العلميِّ -: يقابِلُهُ عجزُ العِلمِ الطبيعيِّ عن نفيِ حدوثِها؛ فإن خروجَها عن مجالِ الدرسِ العلميِّ، يَلزَمُ منه العجزُ عن إدراكِ حدوثِ المعجِزة، وعدمِ إدراكِ ذلك؛ فلا إمكانَ للإثباتِ عنده ولا النفي. والمعجِزةُ ليست خارقةً لقانونِ السببيَّةِ، ولا لقوانينِ العلمِ الطبيعيِّ، بل هي خلقُ موجودٍ مِن مادَّةٍ لم تَجْرِ العادةُ بإنشائِهِ منها؛ فالمعجِزةُ وإن كانت مستحيلةً في عادةِ الإنسان، لكنها ليست مستحيلةً في العقل، ولا خارجةً عن أن تكونَ داخلةً تحت قدرةِ اللهِ تعالى. |