نص السؤال
نَصَّ القرآنُ على أن اللهَ يزيِّنُ للذين لا يؤمِنون أعمالَهم:
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}
[النمل: 4]
وفي آيةٍ أخرى: نَصَّ على أن الشيطانَ يزيِّنُ للذين لا يؤمِنون أعمالَهم:
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}
[النمل: 24]
وهذا مشكِلٌ ومتناقِض.
المؤلف: باحثو مركز أصول
المصدر: مركز أصول
عبارات مشابهة للسؤال
هل هناك تناقُضٌ في نصوصِ القرآنِ في موضوعِ تزيينِ الأعمال؟
الجواب التفصيلي
إن سببَ كثيرٍ مِن الأوهامِ: هو عدمُ تَمامِ الأهليَّةِ العقليَّة، أو العِلميَّةِ، مع عدمِ الرجوعِ للمتخصِّصينَ في العلومِ؛ لإزالةِ الإشكال، وإزالةِ اللَّبْسِ الحاصلِ في فهمِ النصوصِ التي ظاهِرُها التعارُض.
والجوابُ على ما ظاهِرُهُ التعارُضُ في السؤالِ في النقاطِ التالية:
أوَّلًا: لقد خلَقَنا اللهُ سبحانه وتعالى في هذه الدنيا؛ ليَبْلُوَنا ويختبِرَنا:
فأرسَلَ رُسُلَهُ وأنبياءَهُ عليهم السلامُ؛ ليبيِّنوا لنا الصراطَ المستقيمَ الذي يوصِّلُنا إلى رضا اللهِ تعالى والجنَّة، وليحذِّرُونا مِن سُبُلِ الشرِّ، وعاقبتِهِ الأليمةِ في النار، ومِن أن عَدُوَّنا الأكبرَ - الشيطانَ الرجيمَ - هدَّد وتوعَّد بأن يَسْعى لإغواءِ بني آدَمَ، وبكلِّ الوسائلِ والطُّرُق.
فانقسَمَ الناسُ إلى فريقَيْنِ لا ثالثَ لهما:
فريقٍ: اختار أن يتَّبِعَ إرشاداتِ الرسُلِ وتوجيهاتِهم؛ إرضاءً للهِ سبحانه.
وفريقٍ: اختار اتِّباعَ خُطُواتِ الشيطان، وارتكابَ ما نَهَى اللهُ عنه، وحذَّرنا أنبياؤُهُ مِن فِعلِه.
وللشيطانِ وسائلُ وطرُقٌ خبيثةٌ للإيقاعِ بأتباعِهِ، وضمانِ استمرارِهم في طريقِ الغَيِّ والعِصْيان؛ كي يحقِّقَ بذلك هدَفَهُ الذي سخَّر حياتَهُ مِن أجلِهِ؛ أَلَا وهو: إغواءُ أكبرِ عددٍ ممكِنٍ مِن بني آدَمَ، ولعلَّ مِن أقوى وسائلِهِ تلك: «تزيينَ المعاصي في عيونِ مرتكِبِيها»؛ فتَبْدو لهم وكأنها أعمالُ خيرٍ وصلاحٍ؛
قال اللهُ تعالى:
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
[الكهف: 104]
وهذا أخطَرُ شيءٍ على العبادِ؛ فحين يَرَى العبدُ الخطأَ صوابًا، والضلالَ هُدًى، وينتكِسُ قلبُه، فيخالِفُ الفطرةَ السويَّةَ؛ فإنه يَهْوِي بنفسِهِ في مستنقَعِ الضلال، ويكونُ في الآخِرةِ مِن الخاسِرين.
وهكذا يتَّضِحُ لنا أن معنى «تزيينِ الشيطانِ للأعمالِ»: هو خِداعُهم، وإقناعُهم بصلاحِ ما يَفعَلونه مِن جرائمَ ومعاصٍ.
وأما «تزيينُ اللهِ سبحانه لأعمالِ الكفَّارِ والعُصاةِ»: فهو نوعٌ مِن العقوبةِ لمَن أصابَهُمُ العَمَى، والعَتَهُ، والضلالُ؛ مِن الكافِرين والمنافِقين والظالِمين؛ فبإعراضِهم عن توحيدِ اللهِ تعالى وعن طاعتِهِ واتِّباعِ أوامرِه، أعماهُمُ اللهُ عن إدراك قبحِ أفعالِهم التي اختاروا بإرادتِهم أن يرتكِبوها؛ وذلك لا يكونُ إلا لمَن يَتمادَوْنَ في كفرِهم، وظلمِهم، وفجورِهم، والآيةُ واضحةٌ في معناها؛ فالذين اختاروا ورَضُوا أن يكونوا ممَّن لا يُؤمِنُ بالآخِرة؛ عاقَبَهُمُ اللهُ على سوءِ اختيارِهم بتزيينِ أعمالِهم؛ عقوبةً لهم. ثانيًا: لقد اتَّضَحَ لنا ممَّا سبَقَ: أن سببَ تزيينِ الشيطانِ الأعمالَ لأوليائِهِ وأتباعِهِ: هو ترغيبُهم، وإيقاعُهم في الكفرِ والمعاصي، فإذا رَضُوا بذلك الإغواءِ الشيطانيِّ، جاءتهم أُولَى العقوباتِ مِن اللهِ سبحانه، وهي: عدمُ رؤيةِ قُبْحِ أفعالِهم، وتزيينُها لهم؛ كعلامةٍ وإشارةٍ على أنهم قد وقَعُوا في سَخَطِ الله:
والمتأمِّلُ للحالتَيْنِ: يجدُ في ذلك معنى الابتلاءِ والاختبار؛ فاللهُ سبحانه قد وعَدَ مَن يسلُكُ طريقَ الإيمانِ والخيرِ: أن يزيِّنَ ذلك في قلبِه، وأنذَرَ وحذَّر الذين يختارون طريقَ الكفرِ والمعاصي، مِن أنه سيزيِّنُ لهم سُوءَ أعمالِهم؛ فيكونون مِن الخاسِرين، والاختيارُ في يدِ ابنِ آدَمَ؛ فلْيَختَرْ لنفسِهِ في أيِّ الفريقَيْنِ يكون.
فالحاصلُ: أنه - وإن اتَّحَدَ اللفظُ في الكلمتَيْنِ - إلا أن لكلِّ كلمةٍ مدلولَها في سياقِها، ومعناها العامَّ مِن الجملةِ القرآنيَّة. وهذا واضحٌ في طريقةِ القرآنِ وبلاغتِهِ؛ فنَسْألُ اللهَ الهدايةَ، وتحبيبَ طريقِها وسبيلِها.
مختصر الجواب
ينبغي معرفةُ معنى كلمةِ «التزيينِ» في الآيتَيْن؛ لأن اختلافَ المعنى ينتُجُ عنه اختلافٌ في المراد:
فمعنى «تزيينِ الشيطانِ للأعمالِ»: هو خِداعُهم، وإقناعُهم بما يَفعَلونه مِن جرائمَ ومعاصٍ؛ فتَبْدو لهم وكأنها أعمالُ خيرٍ وصلاحٍ؛ كي يُغوِيَ أكبرَ عددٍ ممكِنٍ مِن بني آدَمَ.
وأما «تزيينُ اللهِ سبحانه لأعمالِ الكفَّارِ والعُصاةِ»: فهو نوعٌ مِن العقوبةِ لمَن أصابَهُمُ العَمَى، والعَتَهُ، والضلالُ؛ مِن الكافِرين والمنافِقين والظالِمين؛ فبإعراضِهم عن توحيدِ اللهِ تعالى وعن طاعتِهِ واتِّباعِ أوامرِه، أعماهُمُ اللهُ عن إدراك قبحِ أفعالِهم التي اختاروا بإرادتِهم أن يرتكِبوها؛ وذلك لا يكونُ إلا لمَن يَتمادَوْنَ في كفرِهم، وظلمِهم، وفجورِهم، والآيةُ واضحةٌ في هذا المعنى.
وعلى ذلك: فسببُ تزيينِ الشيطانِ الأعمالَ لأوليائِهِ وأتباعِهِ: هو ترغيبُهم، وإيقاعُهم في الكفرِ والمعاصي، فإذا رَضُوا بذلك الإغواءِ الشيطانيِّ، جاءتهم أُولَى العقوباتِ مِن اللهِ سبحانه، وهي: عدمُ رؤيةِ قُبْحِ أفعالِهم، وتزيينُها لهم؛ كعلامةٍ وإشارةٍ على أنهم قد وقَعُوا في سَخَطِ الله.
مختصر الجواب
ينبغي معرفةُ معنى كلمةِ «التزيينِ» في الآيتَيْن؛ لأن اختلافَ المعنى ينتُجُ عنه اختلافٌ في المراد:
فمعنى «تزيينِ الشيطانِ للأعمالِ»: هو خِداعُهم، وإقناعُهم بما يَفعَلونه مِن جرائمَ ومعاصٍ؛ فتَبْدو لهم وكأنها أعمالُ خيرٍ وصلاحٍ؛ كي يُغوِيَ أكبرَ عددٍ ممكِنٍ مِن بني آدَمَ.
وأما «تزيينُ اللهِ سبحانه لأعمالِ الكفَّارِ والعُصاةِ»: فهو نوعٌ مِن العقوبةِ لمَن أصابَهُمُ العَمَى، والعَتَهُ، والضلالُ؛ مِن الكافِرين والمنافِقين والظالِمين؛ فبإعراضِهم عن توحيدِ اللهِ تعالى وعن طاعتِهِ واتِّباعِ أوامرِه، أعماهُمُ اللهُ عن إدراك قبحِ أفعالِهم التي اختاروا بإرادتِهم أن يرتكِبوها؛ وذلك لا يكونُ إلا لمَن يَتمادَوْنَ في كفرِهم، وظلمِهم، وفجورِهم، والآيةُ واضحةٌ في هذا المعنى.
وعلى ذلك: فسببُ تزيينِ الشيطانِ الأعمالَ لأوليائِهِ وأتباعِهِ: هو ترغيبُهم، وإيقاعُهم في الكفرِ والمعاصي، فإذا رَضُوا بذلك الإغواءِ الشيطانيِّ، جاءتهم أُولَى العقوباتِ مِن اللهِ سبحانه، وهي: عدمُ رؤيةِ قُبْحِ أفعالِهم، وتزيينُها لهم؛ كعلامةٍ وإشارةٍ على أنهم قد وقَعُوا في سَخَطِ الله.
الجواب التفصيلي
إن سببَ كثيرٍ مِن الأوهامِ: هو عدمُ تَمامِ الأهليَّةِ العقليَّة، أو العِلميَّةِ، مع عدمِ الرجوعِ للمتخصِّصينَ في العلومِ؛ لإزالةِ الإشكال، وإزالةِ اللَّبْسِ الحاصلِ في فهمِ النصوصِ التي ظاهِرُها التعارُض.
والجوابُ على ما ظاهِرُهُ التعارُضُ في السؤالِ في النقاطِ التالية:
أوَّلًا: لقد خلَقَنا اللهُ سبحانه وتعالى في هذه الدنيا؛ ليَبْلُوَنا ويختبِرَنا:
فأرسَلَ رُسُلَهُ وأنبياءَهُ عليهم السلامُ؛ ليبيِّنوا لنا الصراطَ المستقيمَ الذي يوصِّلُنا إلى رضا اللهِ تعالى والجنَّة، وليحذِّرُونا مِن سُبُلِ الشرِّ، وعاقبتِهِ الأليمةِ في النار، ومِن أن عَدُوَّنا الأكبرَ - الشيطانَ الرجيمَ - هدَّد وتوعَّد بأن يَسْعى لإغواءِ بني آدَمَ، وبكلِّ الوسائلِ والطُّرُق.
فانقسَمَ الناسُ إلى فريقَيْنِ لا ثالثَ لهما:
فريقٍ: اختار أن يتَّبِعَ إرشاداتِ الرسُلِ وتوجيهاتِهم؛ إرضاءً للهِ سبحانه.
وفريقٍ: اختار اتِّباعَ خُطُواتِ الشيطان، وارتكابَ ما نَهَى اللهُ عنه، وحذَّرنا أنبياؤُهُ مِن فِعلِه.
وللشيطانِ وسائلُ وطرُقٌ خبيثةٌ للإيقاعِ بأتباعِهِ، وضمانِ استمرارِهم في طريقِ الغَيِّ والعِصْيان؛ كي يحقِّقَ بذلك هدَفَهُ الذي سخَّر حياتَهُ مِن أجلِهِ؛ أَلَا وهو: إغواءُ أكبرِ عددٍ ممكِنٍ مِن بني آدَمَ، ولعلَّ مِن أقوى وسائلِهِ تلك: «تزيينَ المعاصي في عيونِ مرتكِبِيها»؛ فتَبْدو لهم وكأنها أعمالُ خيرٍ وصلاحٍ؛
قال اللهُ تعالى:
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
[الكهف: 104]
وهذا أخطَرُ شيءٍ على العبادِ؛ فحين يَرَى العبدُ الخطأَ صوابًا، والضلالَ هُدًى، وينتكِسُ قلبُه، فيخالِفُ الفطرةَ السويَّةَ؛ فإنه يَهْوِي بنفسِهِ في مستنقَعِ الضلال، ويكونُ في الآخِرةِ مِن الخاسِرين.
وهكذا يتَّضِحُ لنا أن معنى «تزيينِ الشيطانِ للأعمالِ»: هو خِداعُهم، وإقناعُهم بصلاحِ ما يَفعَلونه مِن جرائمَ ومعاصٍ.
وأما «تزيينُ اللهِ سبحانه لأعمالِ الكفَّارِ والعُصاةِ»: فهو نوعٌ مِن العقوبةِ لمَن أصابَهُمُ العَمَى، والعَتَهُ، والضلالُ؛ مِن الكافِرين والمنافِقين والظالِمين؛ فبإعراضِهم عن توحيدِ اللهِ تعالى وعن طاعتِهِ واتِّباعِ أوامرِه، أعماهُمُ اللهُ عن إدراك قبحِ أفعالِهم التي اختاروا بإرادتِهم أن يرتكِبوها؛ وذلك لا يكونُ إلا لمَن يَتمادَوْنَ في كفرِهم، وظلمِهم، وفجورِهم، والآيةُ واضحةٌ في معناها؛ فالذين اختاروا ورَضُوا أن يكونوا ممَّن لا يُؤمِنُ بالآخِرة؛ عاقَبَهُمُ اللهُ على سوءِ اختيارِهم بتزيينِ أعمالِهم؛ عقوبةً لهم. ثانيًا: لقد اتَّضَحَ لنا ممَّا سبَقَ: أن سببَ تزيينِ الشيطانِ الأعمالَ لأوليائِهِ وأتباعِهِ: هو ترغيبُهم، وإيقاعُهم في الكفرِ والمعاصي، فإذا رَضُوا بذلك الإغواءِ الشيطانيِّ، جاءتهم أُولَى العقوباتِ مِن اللهِ سبحانه، وهي: عدمُ رؤيةِ قُبْحِ أفعالِهم، وتزيينُها لهم؛ كعلامةٍ وإشارةٍ على أنهم قد وقَعُوا في سَخَطِ الله:
والمتأمِّلُ للحالتَيْنِ: يجدُ في ذلك معنى الابتلاءِ والاختبار؛ فاللهُ سبحانه قد وعَدَ مَن يسلُكُ طريقَ الإيمانِ والخيرِ: أن يزيِّنَ ذلك في قلبِه، وأنذَرَ وحذَّر الذين يختارون طريقَ الكفرِ والمعاصي، مِن أنه سيزيِّنُ لهم سُوءَ أعمالِهم؛ فيكونون مِن الخاسِرين، والاختيارُ في يدِ ابنِ آدَمَ؛ فلْيَختَرْ لنفسِهِ في أيِّ الفريقَيْنِ يكون.
فالحاصلُ: أنه - وإن اتَّحَدَ اللفظُ في الكلمتَيْنِ - إلا أن لكلِّ كلمةٍ مدلولَها في سياقِها، ومعناها العامَّ مِن الجملةِ القرآنيَّة. وهذا واضحٌ في طريقةِ القرآنِ وبلاغتِهِ؛ فنَسْألُ اللهَ الهدايةَ، وتحبيبَ طريقِها وسبيلِها.