-
كيف نؤمِنُ بعذابِ القبرِ، مع عدمِ إدراكِنا له بحواسِّنا؟
إننا نَكشِفُ القبرَ، ولا نجدُ فيه ملائكةً يَضرِبون الموتى بمطارقِ الحديد، ولا نجدُ ثَمَّ حيَّاتٍ أو ثعابينَ أو نيرانًا. وكيف يُفسَحُ للميِّتِ مَدَّ بصَرِه، أو يُضيَّقُ عليه، ونحن نجدُهُ بحالِه، ومِساحَتُهُ على حالِها؟ وكيف يَتَّسِعُ ذلك اللَّحْدُ الضيِّقُ له ولمَن يُؤنِسُهُ أو يُوحِشُه؟ ونحن نرى المصلوبَ على الخشَبةِ مُدَّةً طويلةً، لا يُسْألُ ولا يُجيبُ ولا يتحرَّكُ، ولا يتوقَّدُ جسمُهُ نارًا، ومَن افترسَتْهُ السِّباعُ، ونهَشَتْهُ الطيرُ، وتفرَّقت أجزاؤُهُ في حواصلِ الطيور، وأجوافِ السِّباع، وبطونِ الحيَّات، ومدارجِ الرِّياح؛ فكيف يُسْألُ؟ وكيف يَصيرُ القبرُ على هذا رَوْضةً أو حُفْرةً؟ وكيف يتَّسِعُ قبرُهُ أو يَضِيق؟
ردود الشبهة متوفرة بصيغة: